أكد الرئيس حسني مبارك أن الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها العالم
ليست أزمة عابرة. وطالب بالعمل سويا لتجاوز التداعيات السلبية للأزمة
والخروج منها بأقل الخسائر.
جاء ذلك في كلمة الرئيس مبارك للقمة
الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بالدوحة أمس والتي ألقاها
نيابة عنه مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية.
طالب الرئيس مبارك الدول العربية ودول امريكا الجنوبية والتي يصل عدد
سكانها إلي ٠٠٧ مليون نسمة التحدث بصوت واحد ليتعاظم دورها دوليا وأكد
أن المناخ الدولي الراهن يمثل حافزا للمزيد من التعاون والتبادل التجاري.
وأن مصر ستساهم في التحرك لتوفيق الروابط السياسية والاقتصادية
والاجتماعية والبرلمانية وفيما يلي نص كلمة الرئيس: يسعدني أن أعرب عن
ترحيب واعتزاز جمهورية مصر العربية بانعقاد هذه القمة الثانية بين الدول
العربية ودول أمريكا الجنوبية تجسيدا للاقتناع المشترك بضرورة الارتقاء
بمستوي العلاقات والتعاون فيما بيننا في شتي المجالات لمصلحة دولنا
وشعوبنا.
أعبر عن تقديرنا للأمانة العامة لجامعة الدول العربية للجهد
المتميز الذي بذلته من أجل تنسيق المواقف العربية في إطار هذه المسيرة
منذ انطلاقها وأتوجه بالتحية إلي دول أمريكا الجنوبية لما أولته من اهتمام
لعملنا المشترك منذ بدايته، وانتهز هذه المناسبة لاهنئها بإقامة اتحاد
دول أمريكا الجنوبية »اليوناسور« والتوقيع علي ميثاقه التأسيسي العام
الماضي.
الارتقاء بالتعاون
القادة والزعماء
لقد قطعنا معا شوطا
طويلا في إطار عملنا المشترك منذ القمة الأولي للدول العربية ودول أمريكا
الجنوبية التي استضافتها البرازيل في شهر مايو ٥٠٠٢ وتكللت باعتماد
اعلان برازيليا ونحن نفخر ونعتز بما حققناه منذ ذلك الوقت، إلا أن علينا
أن نعترف بأن التعاون الذي أرسيناه لم يرق بعد لتطلعات وامكانيات شعوبنا
والتحديات الإقليمية والدولية التي تحتم علينا مضاعفة الجهود للارتقاء
بأطر التعاون القائم وترسيخها.
الأزمة المالية حادة
إن العالم يمر
الآن بأزمة مالية واقتصادية حادة هي الأعنف منذ ثلاثينيات القرن الماضي
ويخطيء من يظن أنها مجرد أزمة عابرة يمكن لكل دولة تخطي عواقبها بمفردها
في إطار وطني منعزل عن الآخرين وقد شرعت الدول العربية ودول أمريكا
الجنوبية بالفعل وقبل الأزمة الراهنة في توثيق التعاون والتكامل الاقتصادي
فيما بينها وعقد الوزراء المسئولون عن الشئون الاقتصادية في الاقليمين
اجتماعين مشتركين لهذا الغرض في كينو عام ٦٠٠٢ وفي الرباط عام ٧٠٠٢.
ان
مصر تتطلع إلي الإسراع في تنفيذ ما تبقي من خطوات واجراءات »خطة عمل
الرباط« للارتقاء بمستوي التعاون الاقتصادي بين الجانبين في مجالات
الطاقة والتعدين والسياحة والنقل وأسواق المال ونأمل أن يواصل الوزراء
المسئولون عن الشئون الاقتصادية جهدهم المشترك للنظر في التدابير الإضافية
التي تعزز التنسيق القائم بين دولنا في المحافل الاقتصادية الدولية وعلي
رأسها منظمة التجارة العالمية علي نحو يخفف من تداعيات ركود الاقتصاد
العالمي.
الخروج بأقل الخسائر
ان هذه الأزمة الاقتصادية العالمية
تفرض علينا العمل معا من أجل تجاوز تداعياتها السلبية والخروج منها في
أسرع وقت وبأقل خسائر. كما تحتم تحركنا المشترك للمساهمة الفعالة في
إصلاح الاختلالات التي تشوب النظام المالي والاقتصادي العالمي.. ليصبح
أكثر توازنا وشفافية وعدلا.
إن الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية
بمواردها الغنية وقدراتها التصديرية وقوتها البشرية التي تقارب ٠٠٧
مليون نسمة وعندما تتحدث بصوت واحد، فسيتعاظم دورها وتأثيرها علي
الساحة الدولية لاحداث التغيير الذي ننشده والدفاع عن مصالحنا المشتركة
ووضع أسس لنظام عالمي متكافيء يستجيب لمطالب الدول النامية ويراعي ظروفها
في بيئة دولية مغايرة لم تعد الهياكل الاقتصادية والمالية الدولية التي تم
انشاؤها منذ عام ٥٤٩١ تعكس حقائقها ومعطياتها.
إن المناخ الدولي
الراهن بتحدياته وأزماته يمثل حافزا اضافيا يدفعنا إلي اتخاذ المزيد من
الخطوات لتعزيز التعاون والاعتماد المتبادل بين الدول العربية ودول أمريكا
الجنوبية من أجل زيادة التبادل التجاري والاستفادة من الأسواق الاستهلاكية
الضخمة وتشجيع الاستثمارات المتبادلة وتعزيز تواصل رجال الاعمال بين
الإقليمين. ونحن في مصر علي اقتناع بأن هناك فرصا عديدة يمكن استثمارها
لتحقيق ذلك. وبادرنا إلي تطوير آليات التعاون الاقتصادي مع العديد من
دول أمريكا الجنوبية كما شرعنا في اجراء مفاوضات لابرام اتفاق للتجارة
الحرة مع تجمع »الميركوسور« وعقدنا الجولة الأولي من هذه المفاوضات
بالقاهرة في شهر أكتوبر الماضي.
السيدات والسادة..
لقد كانت مصر
ومنذ البداية حريصة علي الاسهام في الأنشطة التي اعتمدناها في إطار
مسيرتنا المشتركة وتذكرون ان مصر استضافت مؤتمر وزراء الشئون الاجتماعية
للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في مايو ٧٠٠٢. كما استضافت شهر
فبراير الماضي الاجتماع التحضيري لكبار المسئولين في وزارات خارجية الدول
العربية ودول أمريكا الجنوبية والذي أسهم في صياغة مشروع الاعلان المطروح
أمام هذه القمة وستظل مصر علي اتم استعداد للاسهام في أي تحرك يهدف إلي
توثيق الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبرلمانية
فيما بين منطقتينا.
ان الاعلان الذي ستعتمده هذه القمة هو »خريطة
طريق« لتعزيز علاقات التعاون فيما بيننا وأود بصفة خاصة أن أشيد بمستوي
التنسيق السياسي الذي يعكسه هذا الاعلان وان أثمن عاليا الدعم الثابت الذي
تحظي به القضية الفلسطينية من جانب دول أمريكا الجنوبية. بما في ذلك
تضامنها ودعمها للجهود التي اضطلعت بها مصر أثناء وبعد العدوان الإسرائيلي
علي غزة ومساندتها لمؤتمر شرم الشيخ الدولي لدعم الاقتصاد الفلسطيني
لاعادة إعمار غزة.
سوف تسعي مصر لتحرك فاعل لتنفيذ الخطط الطموحة
لتعزيز التعاون فيما بيننا، وسوف تساهم وتشارك بفاعلية في مجمل الأنشطة
التي ستقام بين إقليمينا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة وإلي حين انعقاد
قمتنا القادمة وانني اؤكد في هذا السياق دعمنا الكامل للعرض الذي تقدمت به
جمهورية »البيرو« لاستضافة القمة الثالثة للدول العربية ودول أمريكا
الجنوبية. وترحيب مصر بالتعاون معها من أجل الاعداد للقمة المهمة
المقبلة.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الإثنين مارس 07, 2011 11:52 am من طرف أحمد حسام شريف محمد
» التعارف
الثلاثاء أبريل 13, 2010 4:26 pm من طرف زائر
» حسبي الله ونعم الوكل فيك
الثلاثاء يوليو 28, 2009 6:16 pm من طرف الصحفي الجرئ
» الزمالك يتوج بطلا للكأس على حساب الأهلي
الثلاثاء يوليو 28, 2009 6:13 pm من طرف الصحفي الجرئ
» مصر مع ألمانيا وأيسلندا والأرجنتين في مونديال الشباب
الثلاثاء يوليو 28, 2009 6:09 pm من طرف الصحفي الجرئ
» صور المسجد الاقصي
الثلاثاء يوليو 28, 2009 6:05 pm من طرف الصحفي الجرئ
» صوره للمنتدي
الخميس مايو 07, 2009 9:31 am من طرف اسلام محجوب
» الزمالك بطل الدورة المجمعة الأولى
الأحد مايو 03, 2009 8:42 pm من طرف احمد الاعصر
» الزمالك يسحق الجزيرة .. والأهلي يسقط أمام الاتحاد
الأحد مايو 03, 2009 9:43 am من طرف احمد الاعصر